حكايا المربيات: قصص نجاح وتحديات في زمن الجائحة

 قصص نجاح خطّتها لنا الأيام لمربيات تخرجن من أكاديمية قطر لتدريب المربيات ، وعملن بتفانٍ لدعم الأطفال نفسيًا ومعنويًا لتجاوز هذه الأزمة ، والتكيّف مع القلق فترة الحجر المنزلي التي فرضتها جائحة  كوفيد- 19، ولمساعدة بعضهم في رحلة الانتقال السلس من مقاعد الفصل الدراسي إلى التعلّم عن بعد ؛ لضمان مواصلة تعليمهم ، ولم يترددن برهة عن تقديم الدعم المستمر لهم ؛ لتحقيق المزيد من النجاح.

قصص ونماذج مشرِّفة لثُّلة من المربيات المثابرات المُلهمات ، وأبرز التحديات التي واجهنها مع الأطفال ؛ لرسم خطوات مشوار نجاحهن غير المسبوق .

شميمي لاتي  ….  خبرات متأصلة لمهنة سامية

رعاية بمحبة و عطاء بلا حدود …..

قضيت أجمل أيامي مع الطفلة التي أوكلت إليّ مسؤولية رعايتها ، لذا كنت حريصة أشدّ الحرص على تطبيق أفضل الأساليب لتكامل نموها من جميع الجوانب ، والحفاظ على صحتها ، ووقايتها من الأمراض خلال فترة الحجر المنزلي ، وذلك باتباع أساليب التغذية الصحيّة السليمة ، وتطبيق الأنشطة الملائمة لعمرها فيما يدخل البهجة والسرور على قلبها الصغير وقلوب من حولها من الزهرات الجميلات…..

دعم وتشارك مسؤولية….

كثيراً ما كنت أتشارك مع زميلتي في العمل – والتي تخرجت معي من الأكاديمية – مسؤولية دعم الأطفال الأكبر سناً ، خاصة فترة انتقالهم للتعلّم عن بعد ،  فكانت جلّ مسؤولية تحفيظهم سوراً من القرآن الكريم ملقاة على عاتقي ، والتي تم تكثيفها خلال فترة الحجر المنزلي ، استغلالاً للوقت ، وتحصنياً لهم من البلاء ، كما كان لي دور في متابعتهم خلال فترات التعلّم عن بعد ، بالإضافة إلى الإشراف على تنفيذهم واجبات مادة اللغة العربية بطرق متميزة……

 إبداعات وأنشطة فنية….

حرصت على تنويع الأنشطة مع الأطفال ؛ ترويحاً عن أنفسهم البريئة ، وكسراً لجو الروتين المملّ لطول فترة مكوثهم في البيت ، فانتقلت بجولة بين محطات الإبداعات الكتابية ، والأشغال اليدوية والحرفية ، وصولاً  إلى الفنون الجميلة من رسم وتلوين وما إلى ذلك ، ولم  أغفل عن زيادة رصيد اللعب الحرّ لديهم؛ لتنمية مهاراتهم ، واستغلال طاقاتهم بما يعود بالفائدة عليهم ، مع المتابعة والإشراف.

تحدّيات وإنجازات…..

أبرز التحديات فترة الحجر المنزلي هي عدم انتظام نوم الأطفال ؛ مما كان له تأثير على قابليتهم لتناول وجبات الطعام في مواعيدها ؛ لذا اتبعنا نظاماً خاصاً لتنظيم وجباتهم الرئيسية والخفيفة بما يتناسب مع التعديلات الطارئة على روتين نومهم، سعياً منا للحفاظ على نموهم السليم ، ووقاية لهم من الأمراض. والحمد لله وفقنا في ذلك ، ونسأل الله العون لمتابعة المسير.

تجربة ذهبية…..

سنوات قضيتها في دولة قطر ترعرعت بين أحضان أسرتي الكبيرة في الأكاديمية ، والتي رفدتني بطرق واستراتيجيات التعامل مع الأطفال ، ومعرفة احتياجاتهم ؛ لتلبيتها بأفضل الأساليب ، وكيفية إعداد بيئاتهم الداخلية والخارجية مع مراعاة شروط السلامة ، بالإضافة إلى فنون التواصل الفعّال ، كما دعمتني بتدرب ميداني مباشر مع الأطفال بمختلف أعمارهم ، مما أكسبني  ثقة بالنفس ، ودعمًا في مهنتي السامية،  ورصيدًا  لا ينضب من المعارف والخبرات والمهارات ، والتي أنفقت بعضها خلال تعاملي مع من حولي من الأطفال والكبار…..

شكر وتقدير….

وسام تقدير تقلّدته ، وأرجو أن أكون أهلًا له ، وأن تجمعني بكم الأيام يا أسرتي الجميلة ، وشكري الجزيل موصول إليكم من بلدي.